كتاب تاريخ فلاسفة الإسلام في المشرق والمغرب للكاتب محمد لطفي جمعة، يُعيد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات نشره بعد مرور أكثر من خمسة وثمانين عامًا على نشره أولَ مرّة. يستعرض المؤلف في هذا الكتاب تاريخ الفلسفة الإسلامية في المشرق والمغرب، من خلال سرد محطاتها الزمنية وانتقالها من مكان إلى آخر، في سياق التحولات السياسية التي كانت تطرأ على السلطات أو الجماعات؛ ذلك أنّ الفلسفة التي أخذت تتبلور مع مطلع العصر العباسي لا يمكن فصلها عن الفضاءات الثقافية، أو عن سيرة الفيلسوف، وتطلعاته، وبيئته، ورؤيته للحياة.
هو الكاتب والمترجم والروائي والمحامي والناشط السياسي المصري, عمل بالمحاماه وأصبح من كبار محاميي عصره، كما كان من كبار الكتاب والخطباء والمترجمين. كان عضواً بالمجمع العلمي العربي بدمشق وكان يجيد الفرنسية والإنجليزية كما كان له المام بلغات أخرى كالإيطالية واللاتينية والهيروغليفية.
تتلمذ محمد لطفي جمعة على يد الشيخ طنطاوي جوهري في المدرسة الخديوية الثانوية, ثم اتصل بالشيخ محمد عبده فكان ذلك سبباً في اهتمامه بالفلسفة الإسلامية وتاريخها ورجالها فكتب أكثر من كتاب بين مطبوع ومخطوط في الفلسفة الإسلامية وعلوم التصوف الإسلامي كما صاحب عدد من مشاهير المتصوفين في عصره وأرخ لهم وسجل أحوالهم واورادهم.
إتصل لطفي جمعة بالمستشرق الفرنسي لوي ماسينيون في عام 1937م على أثر مقالات نشرها لطفي جمعة في مجلة ة العربية لصاحبها أمين سعيد في القاهرة عن الحلاج، فزار ماسينيون لطفي جمعة في بيته سنة 1940 وزاره لطفي جمعة في المعهد الفرنسي بالقاهرة قبيل سفره إلى الشام وقدم إليه بعض مؤلفاته كهدية، وفى عوده ماسينيون من الشام زاره مرة أخرى وتوالت الزيارات والمراسلات بينهما وكانت أغلب الحوارات تدور حول التصوف الإسلامي والحلاج على وجه الخصوص وهي موضوعات إهتم بها كلاهما طيلة حياتهما ولعلها كانت سبباً لكتابة لطفي جمعة مؤلف مخطوط لم يمهله القدر لإتمامه فتركه ناقصاً عن الحلاج.
ظل لطفي جمعة مهتماً بالشأن الهندي متمنياً تحرر الهند واستقلاله حتى التقى في السابع من سبتمبر من عام 1931 بالزعيم الهندي مهاتما غاندي على ظهر سفينة الركاب البريطانية إس إس راجبوتانا في ميناء بور سعيد حيث كان غاندي متوجهاً إلى لندن لحضور مؤتمر المائدة المستديرة الثاني ودام اللقاء بينهما ثمانية ساعات.
لطفي جمعة يمثل روح المدرسة الوسطى ذات الطابع المؤمن بالشرق والعرب والإسلام ومصر والموسوم بالمحافظة على مقومات فكرنا على أن نقتبس من الفكر الغربي ما يزيد شخصيتنا قوة وفكرنا حياة. ولا شك في أن آثاره المنشورة تمثل دائرة معارف كاملة في كل فن وعلم. فهو يلاحق الآثار الفكرية والأدبية والسياسية والاجتماعية ويولي الاهتمام بما يكتب عن الشرق والعرب ومصر. ويعرض مختلف نظريات الكتاب العالميين في الدين والموسيقى والتاريخ والاجتماع والنفس والفن، كما أنه لا يتوقف عند كتابة المقال الطويل، بل يكتب أيضاً المقال اليومي القصير، وهو من أوائل من كتبوا عن عصر النهضة النسائية في مصر.
autres produits de la même catégorie