لقد اقتضى حكم التاريخ ان تكون في تونس اليوم الأمازيغية البربرية والمتوسطية والإفريقية المستودع الثانوي لهويتنا والعالم الإسلامي مستودعها الرئيسي والأمة العربية مستودعها الحاسم , وإن كان من محصول الحاصل أن الوحدة العربية وخاصة منها المغاربية مرغوب فيها في عصر التجمعات الدولية الكبرى فإن أي تمش وحدوي قد تنخرط فيه تونس ، يجب أن يكون تمشيا حذرا وعقلانيا ويقظا...
تختص هذه المقالة بقراءة العمل الأدبي الأخير للأستاذ محمد الباردي، وموضوعها استقصاء مادته، ومحاولة فحص أدواته، ومن وراء ذلك تعيين المسألة الاجناسية التي ينضوي فيها العمل، أبعد من الخصائص الفنية المعلومة، وأقرب إلى إمكانية تركيب فني نوعي، تتضافر فيه عناصر الواقع والذاكرة والمخيلة بجامع اللغة والأسلوب، معيّنا ومجازا