إن كل ما لقح به الجرمان العالم الرومانية من مثمر وصالح للحياة إنما كان نتاج البربرية وبالفعل كان البرابرة وحدهم من دون غيرهم قادرين على تجديد شباب عالم هرم يأفل نجم حضارته. وإن الطور الأعلى من البربرية الذي تطور الجرمان نحوه وبلغوه قبل هجرات الشعوب، كان بالضبط الأنسب لمثل هذا التطور. وهذا يفسر كل شيء
ألَّف إنجلز كتاب "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" عام 1884، فعرض فيه بطريقة موجزة أخاذة نتائج بحوث العالم الإجتماعي الأميركي مورغان مع تعليقات كارل ماركس عليها، إلى جانب نتائج أبحاثه هو في ثلاثة من أخطر الموضوعات في علم الإجتماع، أعني: العائلة والملكية الخاصة والدولة. هذه الموضوعات تشغل بالنا اليوم أكثر منها في أي عهد مضى؛ ذلك لأننا نجتاز مرحلة إنتقال تتعرض فيها لما يشبه ثورة في مفاهيمنا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية؛ ويختلف الرأي بين المفكرين في بلادنا حول طبيعة هذه الثورة ومداها وإتجاهها. لكن يمكن القول إن كثيرين من الذين يتصدون للبحث في هذه المسائل الحيوية يخطئون الهدف وينتهون إلى أحكام سريعة مبتسرة وحلول فجة لا تثبت للحوادث والأيام؛ لأن هؤلاء المفكرين يعوّلون في تكوين أحكامهم لا على الدراسة العلمية المنزهة المتزنة، بل على الملاحظة السطحية والأفكار السابقة والأهواء الخاصة. لكننا نجني كثيراً من النفع ونقدم لمجتمعنا أجلّ الخدمات إذا تخلينا عن هذا الأسلوب في دراسة مشكلاتنا، وتوخينا الجِدِّ وحسن القصد والصدق، إذ ذاك يكون في وسعنا أن نعرف أين نحن مما يجري في بلادنا وفي العالم، كما نتمكن من الإهتداء إلى السبيل الذي يوصلنا إلى ما نبغي من هناء وعزة وحرية لأنفسنا ولغيرنا؛ وبكلمة أخرى، نستطيع أن نكون سادة مصيرنا بدلاً من أن نظل ألعوبة في أيدي الأحداث.
- دار النشر
- منشورات الجمل
- المؤلف
- فريدريش أنجلس
- ترجمة
- الياس شاهين
- عدد الصفحات
- 327 ص
- الطبعة
- الطبغة الاولى 2014
- حجم الكتاب
- 21.5 x 14.5 cm