واليكم التفاصيل  محمد كريشان
    • واليكم التفاصيل - محمد كريشان
    • واليكم التفاصيل  محمد كريشان

    واليكم التفاصيل - محمد كريشان

    En Stock

    بعد أن تنتهي من قراءة كتاب «وإليكم التفاصيل» يرتسم بذهنك سؤال أساسي، مفاده ماذا يعني أن تكون صحفيا؟ أي ما هي المعايير المهنية والقواعد الأخلاقية التي يجب أن تلتزم بها مهما تعددت المؤسسات الإعلامية التي عملت بها واختلفت خطوطها التحريرية

    Jour
    :
    heure
    :
    min
    :
    sec
    40,800 TND TTC
    51,000 TND TTC
    Économisez 20%
    Quantité:

    هذا الخيط المنهجي يوثق رباط قواعد مهنيّة رأيتها تتكرر في طيّات الكتاب مهما كان الحدث الذي تناوله الكاتب تونسيا أو عربيا ودوليا.

    1 - الحرية

    اختار الطالب الشاب الذي تجاوز بالكاد العشرين من عمره أن يتوجه إلى مدير صحيفة الرأي المستقلة التي كانت ترمز إلى الحرية والتعدد والجرأة في تونس ضمن مشهد إعلامي تهيمن عليه سلطة مركزية قوامها الحزب الواحد والرأي الواحد.

    وقد نجحت ثلاث أو أربع صحف حينها أولها صحيفة الرأي في كسر ذلك الحصار.

    اختيار صحيفة الرأي دون غيرها من الصحف، يبرز إيمانا بحرية الإعلام تواصل معه في مختلف المؤسسات التي عمل بها كما يتجلى ذلك في اختيار المواضيع والمحاور وزوايا التناول، ومثلما تعكسها أيضا التجارب الحقوقية التي خاضها بالتوازي مع العمل الصحفي بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ولاحقا في اللجنة الدولية لحماية الصحفيبن.وإن كان لم يتطرق إلى التجربتين بالتفاصيل في كتابه.

    2 - المخبرون وأخلاقيات المهنة

    أن تتمّ «استضافة» تلميذ شاب في مكاتب أمن الدولة للتحقيق معه حول موقف عبّر عنه أثناء الدراسة أو رأي أبداه بالفصل، فبالتأكيد سيجعله يتساءل وهو الذي لم يخض تجربة سياسية، بل هو يتحسس معنى السياسة من خلال مطالعاته ومتابعاته لما يدور حوله، يتساءل قائلا : « هل يمكن أن يكون بيننا من يعمل مخبرا في هذا العمر؟ فجلّنا لم يتجاوز الثامنة عشرة أو بالكاد؟».

    تجربة ستترك بالتأكيد بصمتها في ذاكرة صحفي لم يسلم من وشاية المخبرين، كذاك المخبر الذي وشى بنفسه حين اعترضه كريشان صدفة ولم يكن على معرفة مسبقة به وقال له دون مقدمات: « والله عظيم لا دخل لي في إيقاف برنامجك في الإذاعة التونسية، لست أنا من نقل كلامك في حفل السفارة الأمريكية» .

    لكن ثمة مخبر آخر حرص على إنهاء تجربة كريشان كمراسل لجريدة عكاظ السعودية من تونس بدعوى أن «كريشان شخصية معارضة ووجودها يعتبر مسيئا لعلاقات تونس بالرياض» كما سأل رئيس تحرير الصحيفة هاشم عبد هاشم الذي زار تونس ليلتقي وزير الإعلام التونسي حينها عبد الرزاق الكافي بغاية التحقيق في هذه المسألة بعد أن وصلت الصحيفة رسالة بهذا المعنى من جهات رسمية سعودية في الرياض.

    جهود المخبرين السريين سارت في نفس نهج المخبر العلني عبد العزيز الجريدي رئيس تحرير صحيفة الحدث التي اختصت في شتم الشخصيات المستقلة والحقوقية المعارضة في زمن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ولم يسلم من سهامه المسمومة كريشان فقد خصّص له الجريدي جملة من المقالات جرّاء دوره في الجزيرة وكتاباته في صحيفة القدس العربي، كلها ثلب وشتم واتهامات بالعمالة والخيانة مع اختيار أقذر الألفاظ.

    حملة منظمة دفعت كريشان إلى اللجوء إلى القضاء بعد الثورة التونسية وربح القضية.

    3 - الحياد الصحفي والمشاعر الإنسانية

    تقول القاعدة المهنية إن الصحفي محايد عندما يتعلق الأمر بنقل الخبر أو بقراءاته، فلا تأويل، ولا إضافة ولا تحوير في الخبر، هكذا تدرّس القاعدة الصحفية، بها يلتزم الصحفيون الذين يحترمون مهنتهم، غير أن الصحفي المهني المحايد يبقى إنسانا في النهاية يتفاعل مع الخبر فرحا وحزنا، وخاصة عند الأحداث الأليمة، ففي فصول مختلفة من الكتاب يبرز هذا الكم من المشاعر الذي لم يتجاوز المهنية بل قد يعطيها دفعة يحبّذها القارئ والسامع والمشاهد..

    حرقة الصحفي بدأت مبكرا منذ سنة 1985 حين قصف الطيران الاسرائيلي مقر القيادة الفلسطينية بضاحية حمام الشط بتونس العاصمة. فحينها أعدّ الصحفي الشاب المختص في القضية الفلسطينية بصحيفة الرأي التونسية، ريبورتاجا عن المجزرة كتبه بجوارحه وتعاطفه مع القضية، بما ساهم في نفاد الصحيفة وإعادة طبعها ثانية لأول مرة في تاريخها.

    لا يبرز بكاء الصحفي في كتاباته، لكنه قد ينجح بأسلوبه في إيصال شحنة من المشاعر للقارئ فينجح في شدّه والتأثير عليه بما يجعله يدرك ألم الصحفي، لكن الأمر في التلفزيون يختلف، فقد تفيض المشاعر فتغلبك دموعك وتسبقك على الشاشة، كما كان الأمر مع كريشان حين قرأ خبر استشهاد الزميل طارق أيوب في غارة امريكية على مبنى مكتب الجزيرة ببغداد أثناء الحرب الامريكية على العراق سنة الفين وثلاثة، أو أثناء وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي تربطه به علاقة وثيقة منذ استقرت القيادة الفلسطينية بتونس في ثمانييات القرن الماضي.

    قد تدرك وأنت تقرأ الكتاب بكاء بالحروف على حال بغداد والعراق بعد الاحتلال الامريكي، فالشهر والنصف التي قضاها هناك إثر سقوط بغداد، والزيارات الاخرى الموالية للعراق كانت كافية لتوليد حرقة عميقة عن حال العراق، بتشريد علمائه وإهانة فنانيه، ومعاناة مواطنيه، بما فرضه الامريكان وقوى إقليمية أخرى استغلت الوضع ودخلت العراق بغاية الانتقام وتجسيد الأحقاد التاريخية.

    جسور للترجمة و النشر
    062271

    Fiche technique

    دار النشر
    جسور للترجمة و النشر
    المؤلف
    محمد كريشان
    سنة النشر
    2022
    عدد الصفحات
    431
    القياس
    17/24 سم
    الوزن
    840 غ

    Références spécifiques

    autres produits de la même catégorie