جهاد النساء - فتحى بن سلامة و فرهاد خسروخاور
    • جهاد النساء - فتحى بن سلامة و فرهاد خسروخاور

    جهاد النساء - فتحى بن سلامة و فرهاد خسروخاور

    En Stock

    جهاد النساء: لماذا اخترنّ داعش؟

    دراسة ميدانية لأكثر من ستين حالة لتفسير قوة الغواية التي مارسها "داعش" على عدد من الشابات اللواتي اتجهن إلى سوريا والعراق واندفعن في المشروع الداعشي

    Jour
    :
    heure
    :
    min
    :
    sec
    19,200 TND TTC
    24,000 TND TTC
    Économisez 20%
    Quantité:

    فتحى بن سلامة و فرهاد خسروخاور

    دراسة ميدانية لأكثر من ستين حالة لتفسير قوة الغواية التي مارسها "داعش" على عدد من الشابات اللواتي اتجهن إلى سوريا والعراق واندفعن في المشروع الداعشي

    جهاد النساء" مصطلح، أيديولوجيا، أو تيار، تسميات عدة تنضوي تحت هذا العنوان التراجيدي، الذي شاع في السنوات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في المناطق التي خضعت تحت سيطرة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. هذا التنظيم الذي حوّل الإسلام إلى أيديولوجيا تكفيرية، وأصبح يرتكب باسم الإسلام أبشع الجرائم، وأوجد الظاهرة الجهادية، ووظفها بشكل دموي ومجاني ذهب ضحيتها آلاف المغرر بهم من مسلوبي الإرادة والتفكير

    ويرى الكاتب إبراهيم الحيدري في كتابه "سوسيولوجيا العنف والإرهاب" أن ما قدمه الفكر الإسلامي الراديكالي غلب فيه السياسي والإيديولوجي على الفكري والثقافي لصبّ ذهن المسلم البسيط في قالب يتلاءم والتحديات الراهنة التي أثارتها الصحوة الإسلامية التي قامت على فكرة أن الواقع الاجتماعي فاسد، وأن أنظمة الحكم مستبدة، وأن على المسلمين مواجهة هذا الفساد والاستبداد بالأدوات ذاتها، وهو بذلك شمل جميع المسلمين من النساء والرجال

    وفي كتاب "جهاد النساء/ لماذا اخترن داعش؟" يتساءل فتحي بن سلامة أستاذ علم النفس المرضي في الجامعات الفرنسية، وفرهاد خسروخاور مدير الدراسات في معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية، عن السبيل إلى فهم هذه الظاهرة والاتساع الذي عرفته في أوروبا، وكذلك الدوافع الكامنة لدى الشابات، والفتيات الصغار أحياناً إلى هكذا نوع من الجهاد الذي حمل تسميات مختلفة، وذلك عبر مقارنتين اجتماعية ونفسية تحليلية، ذلك لأن التحليل النفسي يتقاطع مع المبحث الاجتماعي الأنثروبولوجي ويكشف عن الجسور بين الوقائع النفسية والوقائع الاجتماعية

    ومع بروز تنظيم "داعش"، أخذ "جهاد النساء" بعداً غير مسبوق، فلم يحدث أن دعت أي منظمة جهادية- ولا حتى تنظيم القاعدة- نساء للالتحاق بها بأعداد كبيرة لنصرة قضيتها ودعمها معنوياً أو جسدياً، وكان عدد النساء الجهاديات الأوروبيات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة قبل ظهور "داعش". فتنظيم القاعدة على سبيل المثال، يرفض قطعياً تطوع النساء، ويأبى رؤيتهن في الجبهات وموتهن كشهيدات، لكن "داعش" قدم مفهوماً غير مسبوق حول جهادية النساء، بل تعدى ذلك نحو اقتراح استثمار الدوافع الأنثوية الصرفة وراء انخراطهن في التنظيم

    ويرى المؤلفان أن وجود أراضٍ شيّدت عليها مدينة إسلامية نموذجية، وقيام الخلافة فيها، هو حدث حاسم في جاذبية هذا العرض، حيث يُقدر عدد اللواتي التحقن بالتنظيم في سوريا والعراق بنحو (500 امرأة)، وكان من الممكن أن يتضاعف هذا العدد لولا القيود التي فرضتها الدول الأوروبية وتركيا حول عبور الرجال والنساء إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم. ورغم أن إيديولوجيا التنظيم "داعش" بعيدة كل البعد عن أن تكون لطيفة مع النساء فهي لا تعاملهن بإنصاف، وتحبسهن في مقرات مغلقة حيث عليهن انتظار أزواجهن المستقبليين، وتمنعهن من الخروج وحدهن في الشوارع، وتفرض عليهن الحجاب الكامل، وتمارس عليهن أقسى أنواع التمييز فيما يخص حقوق الإنسان، إلا أنها استطاعت أن تجذب أعداداً كبيرة منهن، إذا ما قيست بغيرها من الأحزاب أو الأيديولوجيات

    وفي دراسة ميدانية لأكثر من ستين حالة من مصادر مختلفة استطاع المؤلفان عبر صفحات الكتاب تفسير قوة الغواية التي مارسها "داعش" على عدد من الشابات اللواتي اتجهن إلى بلاد الشام (سوريا والعراق) واندفعن في المشروع الجهادي الداعشي

    الانجذاب نحو الموت ونحو القوة القمعية

    من خلال التحليل النفسي، رأى المؤلفان أن حالات الفتيات والنساء اللواتي ذهبن إلى "داعش" ما بين السوي والمرضي، من دون أن يعني ذلك أن الحالات المرضية صريحة في معظمها، فكثير منهن عانين صدمات متنوعة، من بينها أفعال عنف جسدية، ومنهن من شكّلت أسرهن وحوادث أخرى عائقاً أمام مسعاهن الوجودي في الحياة، وعدد لا بأس به منهن ينتمين إلى الطبقة المتوسطة الصغيرة، والبعض إلى الطبقة المتوسطة العليا، وعدد قليل منهن يعشن في الضواحي. وهذا ينطبق أيضاً على الرجال الذين شكلَّ الإسلام بنسخته الجهادية الحاجات المتناقضة عند الطبقة الوسطى منهم، فهو حامل لرؤية مناهضة للإمبريالية من جهة، ورؤية مغرقة في الأبوية من جهة أخرى. فمن يريد أن يقطع مع النظام العالمي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة الأميركية، فسيجد فيه موارد أيديولوجية ملائمة، ومن يعاني من عسر هوياتي ويسعى إلى تعالٍ مطلق، فسيكتشف فيه منبعاً لا ينضب من إنتاج لقدسية قمعية - حسب ما أورد فرهاد خسروخاور في كتابه (الجهادية الأنثوية في أوروبا اليوم).

    وفي هذا تجد الشابات أنفسهن داخل هذين البعدين، مثلهن في ذلك مثل الرجال، لكنهن لا يستطعن لعب الأدوار الرئيسية وذلك خلافاً لما كان يفسحه اليسار المتطرف من فرص أمام المناضلات في الثمانينيات من القرن العشرين- كنَّ كثيرات في مجموعة "بادر ماينهوف" جماعة الجيش الأحمر- حيث لعبنّ دوراً شبه مساوٍ لدور الرجال، وشغلن مناصب قيادية. لكن الأمر مختلف مع القضية "الجهادية"، إذ رأى المؤلفان أن النساء لا يستطعن إلا لعب دور الكومبارس، كما لا يبدو أن غياب المساواة الفعلية هذه توضع موضع تشكيك وتساؤل، إذ أنها تجد تبريراً لها في فكرة التكامل بين الجنسين

    كذلك، لا يُنظر إلى العنف كخاصية يحتكرها الرجل، وفي هذا الخصوص ينعقد تواؤم بين الرؤية الرومانسية الساذجة للحب، والجاذبية التي تخلفها الحرب، بل العنف أيضاً، فقسم من هؤلاء الفتيات مفتتن في واقع الحال بعنف الحرب، وهذا ما يفسّر الهجرة الأنثوية الغربية إلى "داعش". فإذا ما تعهد الزوج بهذا الدور العنيف، تبنّته الزوجات، وبعضهن مارسنه بشكل غير مباشر- ممارسة العنف ضد الأيزيديات والآشوريات باعتبارهن خارجات عن العقيدة

    كما يجنّد قادة تنظيم "داعش" شابات أخريات في لواء الخنساء- أحد ألوية تنظيم الدولة- المسؤول عن فرض تطبيق نسختهم من الشريعة، إذ تشارك هؤلاء مباشرة في قمع غير المسلمات، أو المسلمات السيئات- حسب تعبيرهن- وغالبية الشابات اللواتي قدمنَّ إلى سوريا هن من أصل مسلم، وثلثهن تقريباً ممن اعتنقن الإسلام وجدت بعضهن فيه إحساساً بالوجود، وإثباتاً لكيانهن كشخصيات اعتبارية، ويشعرن بذلك إما مباشرة وأو باعتمادهن على رجل. فالمسألة ليست بالجهاد بمقدار ما هي الرغبة في الوجود عبره، وفي المشاركة والتزود بهوية إسلامية يتملكهن إحساس أنهن قد فقدنها بلا رجعة، وبعض الفتيات من عائلات هاجرت من أفريقيا الشمالية، يحاولن لملمة فتات هذه الهوية على نحو يدعم توهمهن بالانتماء إلى عالم عربي إسلامي يُسهمن بدورهن في تغذية الحنين إليه، أقله من أجل سد ثغرات هوية نشطت إلى الأبد

    فإذا ما كانت المناهضة الإسلاموية للإمبريالية تشكّل بعداً مهماً لدى الرجال، وذلك بإدانة الولايات المتحدة وسياستها المعادية للعرب والمنحازة إلى الكيان الإسرائيلي، وأيضاً، بإدانة دور فرنسا وبريطانيا في الشرق الأوسط، فإن الرابط بالجسد يحتل المكانة الأهم لدى قسم كبير من الشابات، وذلك في إطار سياسة بدنية حسب رأي محمد السبيع في كتابه (أيديولوجيا الإسلاموية المتطرفة)

    الزواج على الطريقة الداعشية

    تحت هذا العنوان يحدد المؤلفان الطريقة التي كان يتم بها الزواج داخل التنظيم، وهي لا تخرج عن إطار وقوانين الشريعة الإسلامية، إذ تتجمع الشابات غالباً داخل أماكن يدعونها "المقرات"، وهي أبنية تعهد إلى امرأة تديرها بطريقة صارمة، وأحياناً عدائية تجاه الفتيات. ثم يأتي الشبان المجاهدون إلى هذه المقرات ويختارون فتياتهم بعد مقابلة لا سبيل لأن تعقد وجهأً لوجه تجنباً لأي تواصل بين الطرفين

    اجتماعياً، يرى المؤلفان أننا في هذه الحالة أمام "فردين" يتزوجان من دون أن يعرفا بعضهما البعض، والعلاقة العاطفية لا تتحقق إلا بعد إبرام عقد الزواج. أما المجتمع ممثلاً بشخص الأبوين فلا وجود له، لأن القاضي الإسلامي يمكن أن يعلن زواجهما من دون موافقة الأهل. وهذا الزواج هو نوع من أنواع الفردانية الحديثة إذ تتجاهل ترتيبات الزواج للأسر المعنية، وتحل دولة "داعش" محل الأهل ويتم في كنفها إقرار الزواج أو الطلاق. وهذا النوع من الزواج نجده في أنظمة شمولية أخرى، والذي يرتبط فيه الفرد بالدولة مع ازدراء للروابط الجماعاتية أو الاجتماعية. فالفرد يختار نصفه الثاني داخل مؤسسة تكفل له ما يكفي من هامش المناورة لكي يشعر بالرضا، لكنها تفرض عليه قيوداً الهدف من ورائها إبقاؤه تابعاً للدولة

    ويشير المؤلفان إلى النظامين الشيوعي والنازي حيث كان هذا النموذج للرابط الزواجي سائداً، لكنه أضعف مما هو عليه في تنظيم "داعش" لأنها تمتلك مرجعية دينية وتفرض علاقات باسم الحلال والحرام، وهي معايير تسير باتجاه مخالف للعلمانية الغربية

    وفي السياق نفسه، أشار المؤلفان إلى عدد النساء المتاحات للزواج فهو عدد ضئيل مقارنة بـ"الجهاديين"، لذلك نظمت "داعش" الاستغلال الجسدي للنساء الكرديات والأيزديات والآشوريات، اللواتي كن يُنظر إليهن كوثنيات، ويُؤسرن كعبيد لأغراض غريزية، فيما يعدم رجالهن وعائلاتهن. كما يمكن لمقاتلي "داعش" استملاك نساء عدة من العبيد يجري بيعهن، وذلك ضمن حالة إنكار كاملة لمعاناتهن، وهذا النوع من العبودية تمت ممارسته خلال الحرب الأهلية في الجزائر خلال عامي 1990-2000، وذلك على يد الجماعات المتطرفة المعروفة باسم "الجماعة الإسلامية المسلحة"، كما يذكر عبد الرحمن موسوي في كتابه (قوانين الفوضى:عن العنف في الجزائر).

    ويشير المؤلفان إلى أن الجدة الرئيسية التي حملتها "داعش" تكمن في مأسسة الظاهرة داخل المقرات، من ناحية، وفي بث وتثبيت بروباغندا لا بأس بها في وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الشابات من ناحية أخرى

    النساء الجهاديات والموت

    يبحث المؤلفان، في هذا الفصل الذي يأخذ الحيز الأكبر من الكتاب، عدد الهجمات والعمليات الانتحارية التي نفذتها الجهاديات ليس تحت لواء تنظيم "داعش"، وإنما في العالم. فبين عامي 1981- 2011، ومن مجموع 2300 اعتداء انتحاري ارتكب في العالم، يقدر عدد الهجمات التي نفذتها النساء نحو 125 اعتداء انتحارياً، أي ما نسبته 5% من المجموع الكلي، واختيار النساء للعنف والهجمات الانتحارية ليس حكراً على العالم الإسلامي. ففي سيرلانكا على سبيل المثال، تقدر النسبة التي نفذتها النساء من مجمل الهجمات الانتحارية التي ارتكبتها المنظمة الماركسية "نمور التاميل" بنحو الثلث، وكذلك النساء اللبنانيات والفلسطينيات نفذن العديد من الهجمات الاستشهادية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

    وقد يكتسي طموح النساء للاستشهاد بعداً مناهضاً للمجتمع الأبوي، بل النسوي أيضاً، إذ نجد لدى بعضهن الرغبة في أن يرتفعن إلى مصاف الرجال بالبرهنة أن في وسعهن الموت من أجل قضية عادلة، فإذا كانت النساء على قدم المساواة مع الرجال أمام الموت وفي الأفعال البطولية، يغدو من الصعب أن تنكر عليهن الحق في المساواة في الحياة اليومية، لهذا السبب لا تلجأ المنظمات الإسلاموية المتطرفة إلى النساء الانتحاريات إلا في حالات استثنائية.

    يشير المؤلفان إلى أن تنظيم "داعش" قد أحدث قطيعة على المستويين الكيفي والكمي معاً، ويتم تصنيف الجهاديات على مقياس الموت. فالموت لدى غالبية النساء ليست المسألة الأكثر إلحاحاً وأهمية، فقد يتخيلن أنفسهن أرامل مع أولاد أو من دون، وأقصى ما يحلمن به أن يصبحن أمهات ويحصلن بالزواج على الوضع الاجتماعي الطبيعي، الذي يفتقرن إليه في مجتمع كان ينظر إليهن على أنهن مراهقات. ويطلق على هذه المجموعة "مجموعة الخلاص عن طريق الموت بالإنابة"، فموت الرجل يرفعهن إلى مصاف الأم، أو الأم المعذبة، بصورة مختلفة كلياً عن تلك التي تمثلّها مريم العذراء. ففي التراث الكاثوليكي، تعيش أم الإله موت ابنها المسيح على الصليب كخسارة مؤذية، لكنها لا تستثير لديها الرغبة بالانتقام. خلافاً لذلك يغذّي موت الزوج لدى هؤلاء النساء الحقد ورفض الآخر الذي كان وراء مقتله.

    المجموعة الثانية، هي مجموعة صغيرة من النساء انضمت إلى لواء الخنساء حيث تتبع النساء تدريباً عسكرياً من دون أن يفضي إلى انضمامهن إلى جبهات القتال، يطلق عليها اسم "المسلمة العليا" تتجه نحو الأصولية الأكثر تشدداً، ويمكن إلحاق النساء الموجودات في أوروبا بهذه المجموعة والذين يجهزن لاعتداءات إرهابية. وهؤلاء يشكّلن النواة الصلبة لفئة البطلات السلبيات وكلما ازداد خوف المجتمع منهن، وجدن أسباباً للنظر إلى أنفسهن وأفعالهن على أنها مشروعة تحت بند الجهاد

    أما المجموعة الثالثة من النساء، فهي المجموعة المنفصلة كلياً عن الواقع، موجودة في أوروبا، تأمل أن تعيش رومانسية ثورية، يبحثن عن قطيعة مع الحياة اليومية المفتقرة لأي أفق أو أمل يمنح للحياة المشتركة بما يتجاوز أنماط الوجود الخصوصية

    المجموعة الأخيرة - بحسب تصنيف المؤلفين، هي مجموعة من الشابات المصدومات اللواتي يسعين إلى الهرب من صدمتهن بالابتعاد قدر الإمكان، فيعطين بعداً "تطوافياً" لرغبتهن في نسيان صدمتهن التي غالباً ما يكون وراءها عنف حقيقي أو متخيل داخل العائلة، يطلق عليهن "الهاربات من الصدمة"

    وهذه المجموعات جميعها تنكر الحركات النسوية التحررية التي ظهرت في القرن العشرين، وهي تمثّل جيلاً جديداً من الشابات اللواتي ما عدن يؤمن بالحركات النسوية كحراك اجتماعي، على ما هنًّ عليه من ضآلة بالمعرفة الثقافية والتاريخية، وانفصال تام عن حركات النضال المتعاقبة التي قادتها النساء، ويسعين إلى تأكيد ذواتهن بامتيازات هوياتية، بالأمومة وتربية الأطفال، والانقياد إلى نوع من أنواع "الأخويات" داخل مجموعة تحتكرها النساء ويتنافسن فيها حول "قضاياهن" بمنأى عن سمع الرجال. هذا الحلم استطاعت "داعش" أن تحققه لهؤلاء النساء ولو جزئياً، ففي غياب الرجل الذي يمضي جلَّ وقته في الميدان، يصبح بمقدور النساء تعهد مجتمعهن بالعناية وعيش "مزاجهن" في عزلة على شكل "استقلال نسبي"، وأن يهتممن بشؤونهن الخاصة، وفي هذه الحال تجد المرأة سيدة في بيتها في مجالات عدة

    وفي هذا يميز المؤلفان ثلاث لحظات مفصلية لمواقف النساء أمام الموت بوصفهن أمهات أو أنهن سيصبحن كذلك

    -قبل مغادرتهن إلى سوريا، أي وهن منغمسات في تصور بعيد كل البعد عن واقع الحال على الأرض

    -بعد إقامتهن في سوريا، وزواجهن والإنجاب، قبل أن يقتل الزوج في أرض المعركة

    -اللحظة الثالثة، هي لحظة انحسار الوهم، بل رفض نظام القمع، وهي لحظة تبدأ لدى قسم كبير من الشابات، ولاسيما الأوروبيات، بعد بضعة شهور من وصولهن، أقلية صغيرة تغالي في التطرف أكثر فأكثر وتتماهى كلياً مع نظام مفرط في قمعيته وتشعر بالتضامن اللصيق معه 

    دار الساقي
    040145

    Fiche technique

    دار النشر
    دار الساقي
    المؤلف
    فتحى بن سلامة و فرهاد خسروخاور
    ترجمة
    جلال بدلة
    عدد الصفحات
    143 صفحة
    القياس
    14 x 21 سم
    الطبعة
    الاولى 2019

    Références spécifiques

    autres produits de la même catégorie