يصاحبُ الروائيّ الأسير، باسم خندقجي، البطل الصوفيّ بدرَ الدين في رحلة تمرُّده، مقارعًا الفسادَ ووعّاظَ السلاطين، مثقَّفًا متسائلًا: ما فائدةُ العلم بلا كرامة؟ مدركًا "أنَّ النور لا يُحبس في الولاء"، رافضًا التذلُّلَ ولعبَ دور الببغاء. لكنَّ بدر الدين هذا، هو إنسان، قبل هذا وبعده؛ إنسان لا ينجو من الانقلاب على نفسه، حين تداهمه خسائرُ الفقدان؛ وإنسانٌ حين يعود ويلملم شتاتَ نفسه متحدِّيًا نفسَه والعالم المظلم، فيخرج من الذاتيّ ويوغل في التاريخ الموازي وأحوال ناسه: من القاهرة بسحرها وغناها وعلْمها ومؤامرات قصورها، إلى تبريز، مرورًا بأماكن أخرى وبشر.
: عن الكاتب
باسم الخندقجي، كاتب وأسير فلسطيني من مواليد 1983. درس في جامعة النجاح الوطنية في قسم الصحافة والإعلام. اعتُقِل من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلية في 2 تشرين الأول/ نوفمبر 2004، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. له عدة روابات ودواوين شعر كتبها من داخل سجون الإحتلال وآخر رواياته «خسوف بدر الدين» الصادرة في كانون الأول/ديسمبر 2018. ترجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية.
حياته الشخصية
ولد باسم محمد صالح اديب الخندقجي في تاريخ 22 ديسمبر/كانون الأول 1983ودرس في مدارس محافظة نابلس. حيث التحق بعدها بجامعة النجاح الوطنية للدراسة في قسم الصحافة والإعلام. عاصر جنون وقسوة الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى. وأثّرت هذه الأحداث على توجهاته السياسية والتحق بصفوف حزب الشعب الفلسطيني الشيوعي سابقاً وكان عمره آنذاك 15 عاماً. وكان من النشيطين هو ومجموعة من رفاقه في داخل المدرسة. اعتُقِل باسم في 2 تشرين الأول/نوفمبر 2004 عندما كان في سنته الجامعية الأخيرة على يد قوات الاحتلال بعد عملية سوق الكرمل، والتي أدّت إلى مقتل 3 إسرائيليين وجرح أكثر من 50 إسرائيلياً، رغم أن باسم لم يقم بأيّ نشاط عسكري خلال العملية. حُكِم عليه في 7 تموز/يونيو 2005 بثلاثة مؤبّدات وفي شهادة الصليب الأحمر الدولي أنه محكوم مدى الحياة. بالإضافة إلى اتهامه بالمشاركة في «عملية سوق الكرمل» طالبته السلطات الإسرائيلية بتعويض عائلات قتلى العملية بمبلغ 11.6 مليون دولار. الأسير باسم اليوم في الخامسة والثلاثين من عمره، أمضى منها 15 سنة في سجون الاحتلال ويقبع حالياً في سجن «هيدريم».
سيرته المهنية
بدأ باسم رحلة الكتابة داخل السجن من خلال كتابته (مسودات عاشق وطن) وهي عبارة عن 10 مقالات تحكي عن الهم الفلسطيني (وهكذا تحتضر الإنسانية) وهي عبارة عن تجربة الأسير الفلسطيني داخل السجون وهمه اليومي. وأيضا من كتابته ديوان شعر بعنوان (طرق على جدران المكان) و (شبق الورد أكليل العدم) وأيضاً دراسة عن المرأة الفلسطينية وكتاب (أنا الإنسان نداء من الغربة الحديدية) وكتب روايات: «مسك الكفاية: سيرة سيدة الظلال الحرة»، و«نرجس العزلة» التي قام بإطلاقها في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية عام 2017 في رام الله برعاية وزير الثقافة إيهاب بسيسو. وقامت والدة خندقجي وشقيقه بتوقيع الرواية للحضور بدلاً من الأسير باسم.
وآخر رواياته «خسوف بدر الدين» الصادرة في كانون الأول/ديسمبر 2018 وهي رواية تاريخية تتحدّث عن البطل الصوفي بدر الدين في رحلة تمرّده، فيجعله علاّمة وقطباً من أقطاب الصوفية في عصره، يطاوعه «النور» ويمكّنه من استكشاف الآتي مُتحدّياً الفساد ووعَّاظ السلاطين، مثيراً بذلك أكثر من سؤال: ما فائدة العلم بلا كرامة؟ رافضاً التذلّل للسلطة ولعب دور الببغاء.
لقد استطاع باسم أن يحوِّل من سجنه إلى غرفة عمليات ثقافية يُدير منها كل مشاريعه الفكرية والأدبية من خلال نشر كتبه وإعداد حفلات التوقيع لها، والإشراف على «صندوق الأسير باسم خندقجي لدعم أدب الأسرى»، الذي أسّسه، لدعم إبداعات الأسرى داخل السجون وحفظها، وقد تبنّاها شقيقه، وذلك من خلال «المكتبة الشعبية ناشرون» في نابلس.
تجربة باسم خندقجي في أدب السجون تجربة مختلفة ومُلفته للنّظر؛ فهو يقبع في السّجن منذ 02 تشرين الأوّل/نوفمبر عام 2004 ولا يكتب عن تجربته فيه، وهو بذلك يختلف عن سجناء كُثُر كتبوا عن عالم السّجن وتجربتهم فيه، وتكاد أعمالهم تقتصر على تجربتهم ومحيطها، أمثال علي الخليلي الذي كان من أوائل من كتبوا عن أدب السجون في سبعينات القرن الماضي وكتابه «المفاتيح تدور في الأقفال»، وأيضا فيصل حوراني وكتابه «المحاصرون» بينما نجد باسم حداثيًا قد خرج عن المألوف في رواية أدب السجون، فالأدب برأيه يُعمّر أكثر من السياسة وتحفظه الأجيال وتتناقله بينما السياسة تموت على الغالب مع صاحبها، وتبقى كلمات أسرانا وكتاباتهم أبديّة.
- دار النشر
- دار الآداب للنشر و التوزيع
- المؤلف
- باسم خندقجي
- عدد الصفحات
- 327 صفحة
- القياس
- 21/14 صم
- الطبعة
- الأولى 2019