بدون أدنى شك، تبدو آني إرنو اليوم، واحدة من أكثر الروائيات الفرنسيات حضورا وأكثرهن شهرة على الساحة الأدبية الفرنسية المعاصرة، فكل كتاب من كتبها، لا بدّ وأن يسيل الكثير من الحبر والمتابعات الصحافية والنقد. ربما يعود ذلك إلى موضوعاتها التي تتقاطع مع سيرتها الذاتية. هذه السيرة التي بدأت عام 1940 في مدينة «ليلبون» (السين ـ ماريتيم)، حيث نشأت في كنف عائلة متواضعة، في «إيفتو» (منطقة النورماندي).
في روايتها هذه «الاحتلال»، نجد موضوعة «الغيرة»، التي تنسج حولها قصة جميلة. ذات يوم، تعلم الراوية بأن عشيقها السابق ـ الذي كانت قد غادرته هي، رافضة أن تستمر في العيش معه، بعد أن طردته من حياتها، لأنها ترفض بشكل مطلق الحياة التقليدية بين زوجين وبخاصة أن زواجها الذي دام لمدة 18 سنة كان أشبه بسجن، وهي تتمتع اليوم بحريتها القصوى ـ قد اتخذ لنفسه صديقة جديدة. من هذا الخبر، تتولد عندها، غيرة قاتلة، تجتاح كل شيء، لدرجة أن الراوية لم تعد تحتمل هذا الألم الفظيع، الذي يلفها ولا يدعها تفكر بأي شيء آخر، لغاية إعلانها بأنها أصبحت «محتلة» من قبل منافستها وغريمتها التي تؤرقها طيلة لحظات نهارها (وربما ليلها أيضا). ومن هذا الأرق، تكتب إرنو «موتيفات» الهوس والفقدان وعذاب العشق.
- دار النشر
- منشورات الجمل
- المؤلف
- اني ارنو
- ترجمة
- اسكندر حبش
- سنة النشر
- 2011
- عدد الصفحات
- 69