يمتد هذا الكتاب على مسافة زمنية تبدأ منذ ظهور الإسلام وتنتهي في بداية التسعينات من القرن العشرين، وعلى حيز مكاني يشتمل في أبعاده على البلدان التي تتكلم العربية والتي شكلت إمبراطورية ربطت عالم المحيط الهندي بعالم البحر المتوسط وهيأت الشروط الضرورية لظهور سلسلة من المدن الكبيرة تنتشر من أدنى الإمبراطورية إلى أقصاها
عن الكتاب
يحظى " ألبرت حوراني" بمكانة مرموقة عند قراء العربية منذ أوائل ستينات هذا القرن بعد صدور كتابه " الفكر العربي في عصر النهضة" الذي ظهر بالإنكليزية عام 1962 ثم ترجم إلى العربية وأعيد طبعه بها مراراً. وهاهو يقوم إلى المكتبة العربية كتابه الهام " تاريخ الشعوب العربية" ويتناول موضوعه تاريخ الأجزاء التي تتكلم العربية من العالم الإسلامي منذ ظهور الإسلام حتى الزمن الحاضر. يبتعد المؤلف في كتابه عن أسلوب السرد التاريخي ولا يأبه لتفاصيل الوقائع السياسية، بل أن الأحداث والحروب والملوك تبدو نقاطاً متناثرة وكأنها جاءت عرضاً لإكمال السياق مركزاً جل اهتمامه بدلاً ن ذلك على روح المجتمعات وحياتها الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، متوقفاً طويلاً عند "المدن" وهي الموضوع الأثير لديه، فيستفيض في الحديث عن نشأتها وتطورها وخطط عمرانها وطراز البناء في أحيائها والشرائح الاجتماعية المكونة لها وتحالف المصالح فيها ودورها في استقرار الدولة وعمران الأرياف وعلاقاتها بحكامها في أوج السلطة المركزية أو بعد ضعف الخلافة السياسي: رتب المؤلف موضوعاته ضمن أقسام خمسة. في القسم الأول الذي جاء تحت عنوان "تكوين العالم القرن السابع، القرن العاشر) بسرعة خاطفة على أحداث سقوط الامبراطوريتين البيزنطية والساسانية أمام الفتح العربي
ولكنه وقف متأنياً عند تعليل ذلك التغير السريع في الحدود السياسية لما يسمى بالشرق الأدنى وانتقال مركز الحياة السياسية من أراضي الهلال الخصيب الغنية والآهلة بالسكان إلى مدينة صغيرة تابعة على طرف العالم الغني ذي الثقافة العالية، هي يثرب. وبعد أن يعرفنا الحوراني على العالم الذي جاء إليه العرب وعلى تكوين ما سماه بالإمبراطورية وخلافة دمشق، ثم بغداد ينتقل إلى تكوين المجتمع فيتحدث عن انتهاء الوحدة السياسية، وعن المجتمع الذي بقي موحداً بفضل وحدة الثقافة والإيمان واللغة والأسس الاقتصادية، منتقلاً من ثم للحديث عن تعزيز بنية الإسلام باحثاً في مشاكل السلطة ومسائل الشريعة والسنة النبوية مستعرضاً سبيل الصوفيين وسبيل العقل، وثقافة (العلماء) وانتقال المعرفة. ويطلق المؤلف على القسم الثالث عنوان (الحقبة العثمانية) الممتدة من القرن السادس عشر حتى الثامن عشر محللاً فيه أوضاع الإمبراطورية العثمانية والمجتمعات العثمانية والولايات العربية في ظل العثمانيين مختتماً هذا القسم بفصل عن تغير ميزان القوى في القرن الثامن عشر بين الإمبراطوريتين العثمانية وأوربا. منتقلاً للحديث في القسم الرابع عن عصر الإمبراطوريات الأوربية (1800-1939)، حيث يكون الحوراني مصنف كتابه الضخم تقريباً لهذا القسم أي لأحداث القرن التاسع عشر والعشرين حين بدأت أوربا بالسيطرة على أجزاء كثيرة من العالم أثر تنامي قوتها وازدياد ثروتها. ففي هذه الحقبة بدأ أول غزو رئيسي لبلد يتكلم العربية حين احتلت القوات الفرنسية الجزائر عام 1830 وتحولت الامتيازات في الدولة العثمانية بفضل نفوذ السفراء والقناصل الأوربيين إلى نظام يضع عدداً من مواطني الدولة خارج قانونها من الناحية الفعلية، وفيه امتدت المصالح المالية الأوربية إلى المرافق العامة للدولة. أما القسم الخامس ففيه تحدث المؤلف عن حقبة الدولة القومية وهي فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين التي فيها حصلت معظم البلدان العربية على استقلالها الرسمي. مستعرضاً فيها الحركات القومية ودورها الهام الذي لعبته في مجالات الثقافة والتعليم وتحرير المرأة. ما تحدث المؤلف فيما تحدث عن الانتفاضة الفلسفية عام 1988 في مجمل الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فيرى أنها حركة مقاومة شاملة غيّرت علاقات الفلسطينيين في الأراضي المحتلة فيما بينهم وبين وكذلك مع العالم الخارجي. واختتم المؤلف كتابه بتحليل لواقع الأنظمة العربية متوقفاً عند ظاهرتين متناقضتين أولاهما ثبات هذه الأنظمة الظاهر. وثانيتهما هشاشتها الفعلية
يمتد هذا الكتاب على مسافة زمنية تبدأ منذ ظهور الإسلام وتنتهي في بداية التسعينات من القرن العشرين، وعلى حيز مكاني يشتمل في أبعاده على البلدان التي تتكلم العربية والتي شكلت إمبراطورية ربطت عالم المحيط الهندي بعالم البحر المتوسط وهيأت الشروط الضرورية لظهور سلسلة من المدن الكبيرة تنتشر من أدنى الإمبراطورية إلى أقصاها
ويتميز الكتاب بأسلوب فريد في عرضه للتيارات الفكرية والأدبية والدينية التي حفلت بها مسيرة الحضارة العربية والإسلامية في ميادين الفلسفة والتصوف والأدب والتربية والشعر والطب والصيدلة وغيرها. ويولي المؤلف اهتماماً خاصاً للتفاعلات الحضارية والاجتماعية وانعكاساتها في البلدان العربية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الثمانينات. ولا بد من الإشارة إلى الفهم العميق والتحليل المتميز الذي يطبع رؤية المؤلف للمجتمع العربي الحديث على الصعيد الجماهيري وصعيد أنظمة الحكم التي برزت بعد الاستقلال
إنه كتاب شامل في تاريخ الحضارة العربية يتسم بالدقة والموضوعية اللتين عُرف بهما ألبرت حوراني أستاذ التاريخ في جامعة أكسفورد وتجلتا في كتبه الكثيرة عن النهضة العربية والفكر العربي والتي جعلت منه أحد أكثر المختصين الموثوقين في هذا المجال
عن المؤلف
ألبرت حوراني
المؤلف كتاب تاريخ الشعوب العربية ألبرت حوراني والمؤلف لـ 11 كتب أخرى
ألبرت حبيب حوراني (1334 - 1414 هـ / 1915 - 1993 م) هو مؤرخ إنكليزي من اصل لبناني متخصص في تاريخ العرب والشرق الأوس
النشأة
ولد البرت في مدينة مانشستر الإنكليزية وهو ابن فضلو عيسى الحوراني وسمية الراسي (من ابل السقي). هاجر أبويه من مرجعيون والتي تقع اليوم في جنوب لبنان. عائلة البرت اعتنقت المذهب البريسبيتاريه بعد أن كانوا اتباع للمذهب الأرثوذكسي اليوناني ولكن البرت نفسه اتبع المذهب الكاثوليكي عند بلوغه
حاول فضلو ادراج ابنه في مدرسة عامة ولكنها لم تسمح بذلك لانها "لا تقبل الاجانب" ففتح فضلو مدرسة صغيرة لتدريس البرت واطفال اخر من عوائل مهاجرة ودرس فيها البرت إلى سن الرابعة عشر. ثم انتقل إلى اكسفورد ودرس في جامعتها في كلية مريم المجدلية. درس في الجامعة الفلسفة والسياسة والاقتصاد والتاريخ. تخرج عام 1936 وكان الأول على دفعته
التحق بالجامعة الأمريكية ببيروت فدّرس العلوم السياسية والتاريخ بين 1937-1939 وعاد إلى بريطانيا مع اندلاع الحرب العالمية الثانية فعمل في وزارة الخارجية، ثم في المكتب العربي، كما عمل أستاذاً في مادة تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة أكسفورد حتى تقاعده عام 1979. درس أيضا في جامعة شيكاغو وجامعة بنسلفانيا وجامعة هارفرد
أعماله
يعتبر كتاب «تاريخ الشعوب العربية» أهم وأشهر اعمال الحوراني. وقد نشر لاول مرة عام 1991 فلاقى رواجا كبيرا. وقد ترجم كريم عزقول الكتاب ونشر من قبل دار النهار- بيروت
كتابه الشهير الاخر هو «الفكر العربي في عصر النهضة 1798 - 1939» ترجمه أيضا كريم عزقول ونشر من قبل دار نوفل- بيروت. وقد حاول حوراني في هذا الكتاب إلقاء الضوء على تاريخ العرب في عصر النهضة من خلال سرد أفكار وآراء أهم شخصيات ذلك العصر كالطهطاوي وخير الدين التونسي والأفغاني وشبلي الشميل وفرح أنطون ومحمد عبدو ورشيد رضا وطه حسين. والكتاب يعرض من خلال تلك الشخصيات الانطباع الأول لدى العرب عن أوروبا ومن ثم ولادة الحركات القومية والعلمانية والإسلامية في ذلك الزمن. ومن كتبه أيضا سوريا ولبنان (نشرت عام 1946) والاقليات في العالم العربي (نشرت عام 1947) والإسلام في الفكر الأوربي
- دار النشر
- نوفل
- المؤلف
- ألبرت حوراني
- ترجمة
- كمال خولي
- سنة النشر
- 2012
- عدد الصفحات
- 700 صفحة
- القياس
- 17/24 سم
- نوع الغلاف
- كرتون مقوّى سيلوفان
- الطبعة
- السادسة 2020
- نوع الورق
- ورق أبيض فاخر