عبرت .. ظلت الذكرى بقلم أسامة الشجراوي ... "حين يرتعش الشعور على أعتاب كلمة (عُدنا)، وحين تتنحنح الأيام لتخبرنا أننا ما نزال أطفالًا، وحينما تُجهش الذاكرة من فرط الحنين إلى زمن لن يعود، ونشعر وقتها بالانتماء إلى عالم الرسوم المتحركة، وشاراته الغنائية الدافئة. حينما نشعر بالاغتراب في كوكبنا، ونتهجَّى فلسفة الأماكن دون جدوى، ونكتشف أننا نملك جوازًا سبيستونيًّا يُتيح لنا السفر عبر الزمن، فنعرف حينها أننا ما زلنا نبحث عن دهشة شاشة التلفاز الكرتونيَّة، وأننا مصابون بمتلازمة عصيَّة على الاستيعاب، وأن ثمَّة غُصَّة تلاحقنا تحت سطوة النوستالجيا وصولجان الذكريات، غُصَّة تهمس في مسامعنا أن أيام الطفولة عبرت، ولكن ظلَّت ذكراها مُرافقة لنا على مدى سنوات هذا العُمر
في "عَبَرت وظلّت الذكرى"، يقدّم الكاتب أسامة الشجراوي نصًا مليئًا بالشجن والحنين، يرسم فيه ملامح الحب الضائع، والوجع الذي لا يموت، والذكريات التي تظلّ حاضرة مهما طال الغياب
الرواية عبارة عن لوحات شعورية تتنقّل بين الذكريات العاطفية، خيبات الأمل، والتأملات الوجودية، بأسلوب لغوي شاعري وسلس، يمسّ القلب مباشرة
كل فصل هو بمثابة رسالة إلى الماضي، أو مناجاة لروحٍ لم تعد، أو محاولة لترميم الذات من الداخل
ما يُميز هذا العمل هو بساطته الصادقة، وعمقه العاطفي، ممّا يجعله قريبًا جدًا من القارئ، وكأنه يقرأ مشاعره لا كتابًا
أسامة الشجراوي
كاتب وروائي أردني، «باحثٌ عن الدهشة» كما يُطلق على نفسه، حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية، قبل أن يحصل على بكالوريوس اللغة العربية وآدابها بتقدير امتياز من الجامعة الأردنية، عُرف بالكتابة الوجدانية عن نوستالجيا الزمن الجميل، والتحليل النفسي للأحداث من زاوية إبداعية مختلفة، والرسائل العاطفية التي يكتبها من حين لآخر، وقد تناقلت كتاباته أهم الفضائيات العربية وأبرز المشاهير والشخصيات المؤثرة المرموقة، كما صدرت أول أعماله الأدبية عام 2023؛ رواية «عَبَرتِ ظلت الذكرى»، عن دار النشر المصرية عصير الكتب
