لم تبخل المكتبة العربية على نيتشه بمكان بين أرففها ، كيف لا وهو محطم الأصنام و صانع الإنسان الأعلى الذي لم يكن له معلّم ولا تلميذ. قد نعتقد بأننا نعرف كل شيء عن هذا الفيلسوف ، فجميع أعماله مترجمة إلى اللغة العربية وقصته مع النساء معروفة ، وكذلك شارباه اللذان قد يكونان أشهر شاربين. إلا أنّ 《سو بريدو 》ستفاجىء القارىء ، الذي لطالما انتابه الفضول حول هذا الفيلسوف الإشكالي ، بتفاصيل جديدة عن حياته من طفولته حتى وفاته ، وذلك بأسلوب أدبي ساحر و ممتع . يصلح هذا الكتاب لأن يكون وسيلة للمترددين والحيارى لمعرفة كيفية البدء مع أفكار هذا الفيلسوف الكبير والمثير للجدل
سو برايدو هي كاتبة ومؤلفة بريطانية نرويجية الأصل. تتميز برايدو بموهبتها في سرد القصص وإلقاء الضوء على التفاصيل الحيوية للشخصيات التاريخية. وُلِدَتْ برايدو في النرويج لأم نرويجية وأب بريطاني، وتربت في بيئة ثقافية غنية وملهمة. انتقالها بين الثقافتين البريطانية والنرويجية أثر بشكل كبير على أسلوبها الأدبي وتعدد ثقافاتها.
بالإضافة إلى كتابتها الإبداعية، تعد برايدو أيضًا مؤلفة للسير الذاتية البارزة. أعمالها البيوغرافية تتميز بدراسات متأنية وأسلوب سردي ساحر يجعل الشخصيات التاريخية تتجسد أمام القارئ. قدمت عملًا بارزًا في كتابتها سيرة الفنان النرويجي الشهير إدفارد مونك تحت عنوان "إدفارد مونك: خلف الصرخة". استندت برايدو في هذا الكتاب إلى أبحاث موسعة ومقابلات شخصية لتكشف عن جوانب غير معروفة من حياة وإبداعات مونك.
لقد حظيت برايدو بتقدير كبير وتكريم لأعمالها الأدبية والبيوغرافية. فازت بجائزة جيمس تايت بلاك للسيرة الذاتية عام 2005 عن كتابها "إدفارد مونك: خلف الصرخة". تم ترشيحها أيضًا لجائزة سامويل جونسون للسير الذاتية عام 2012 عن كتابها "ستريندبرج: حياة" وفازت بجائزة داف كوبر للسير الذاتية نفس العام. كما حصلت على جائزة هاوثورندن للأدب عام 2019 عن كتابها "أنا ديناماي
ت! حياة نيتشه".
قائمة أعمال سو برايدو تشمل:
- "الميكانيكيون الوقحون"، نشر أباكوس، 1997. تعتبر هذه الرواية الأولى لبرايدو وتستكشف العلاقات الإنسانية وتحديات الحياة في عالم متغير.
- "الشمال المغناطيسي"، نشر ليتل براون، 1998. هذه الرواية تعكس تأثير ثقافة النرويج والبريطانية على حياة الشخصيات الرئيسية وتتناول موضوعات الهجرة والانتماء.
- "إدفارد مونك: خلف الصرخة"، نشر جامعة ييل، 2005. تُعَد هذه السيرة الذاتية تحفة أدبية تفتح الباب على العالم الداخلي والإبداعات المجنونة للفنان النرويجي الشهير إدفارد مونك.
- "ثور هيرامب"، نشر لابيرينث، 2006. هذه الرواية تتحدث عن قصة حياة ثور هيرامب، الذي كان عالمًا نرويجيًا وشاعرًا، وتسلط الضوء على الأزمات الشخصية والإبداعية التي مر بها.
- "ستريندبرج: حياة"، 2012. تعتبر هذه السيرة الذاتية تحفة بيوغرافية ترصد الحياة المضطربة والأعمال الفنية المعقدة للكاتب السويدي الشهير أوغست ستريندبرج.
- "أنا دينامايت! حياة نيتشه"، 2018. في هذا الكتاب، تكشف برايدو عن الجوانب المظلمة والمتناقضة لحياة الفيلسوف الألماني فيريدريش نيتشه، وتستكشف تأثيره العميق على الفكر الحديث.
تلقت برايدو إشادة واسعة من النقاد والقراء على أعمالها، واعتبرت واحدة من أبرز كتاب السير الذاتية والأدب البيو
غرافي في عصرنا الحالي. تجمع كتاباتها بين البحث المتعمق والسرد الساحر، مما يجعلها تلتقط أعماق الشخصيات التاريخية وتنقلها إلى القراء بطريقة مؤثرة وممتعة.
