قيامة الحشاشين - الهادي التيمومي

عن الكتاب

قبر حسن الصبّاح الذي انغلق على أسراره الرهيبة ألف عام، انفجر أخيرا كما ينفجر مخزن ديناميت وقذف شُواطًا من الحقد والخناجر المنقوعة في السم

زعيم الحشاشين لم يمت ! هذا ما تؤكده الرّواية التي بين أيدينا، نحن الذين علينا أن نتجهز لموت رخيص، فقد ضرب الرّجل الرهيب بحذائه بابَ القرن الحادي والعشرين وعاد لاستئناف مشروعه المظلم، وقد استبق أتباعه المعاصرون عودته بتكديس الحقد والسلاح

مبتدأ الأمر «صدفةٌ» مشؤومة، إذ اكتشف الرّاوي قبر الصباح فاستخرج ه الرّقاع التي اكتتبها ودُفنت معه، لكنّه تبيّن لاحقا أن اكتشاف القبر كان مقدورًا لذلك اليوم وتلك الساعة بما أودع فيه صاحبه من السحر الأسود، فقد كتب مزامير الرّقاع لهذا الزمان، مشحونة بأوامره المشفرة إلى أتباعه المعاصرين لإقامة دولتهم الموعودة في إفريقيّة، واندلعت معركة سرطانات عمياء، لا يدري فيها القاتِلُ لمَ قتل ولا المقتول لم قُتِل

تنطوي الرّقاعُ المستخرجة من القبر على نبوءات مذهلة لرجل غريب الأطوار ذي عبقرية دموية ، فقد كلّم أتباعه المعاصرين منذ ألف عام عن حوادث هذا الزمان، ووجههم لتنفيذ الاغتيالات وبثّ الرعب الشامل

في ظلّ الذعر الذي أذهب العقول، كان الرّاوي الذي يطارده الحشاشون دون هوادة قد قرأ المزامير وفك رموزها وعرف موضع السمّ من الدسم، فالى على نفسه أن يقف مع قلة قليلة على الجدار الأخير لمنع «قيامة الحشاشين وإعادة المارد إلى قمقمه

عن المؤلف

الهادي التيمومي

الهادي التيمومي أو الهادي المقدم: ولد في 13 جانفي 1949 بـالكبّارة من معتمدية نصر الله  من ولاية القيروان، أستاذ ومؤرخ جامعي تونسي

تكوينه

بعد إحرازه على الأستاذية في التاريخ عام 1971 من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس، ثم أعد عام 1972 شهادة الكفاءة في البحث، اختصاص تاريخ معاصر، وناقشها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنيس الفرنسية وكان موضوعها: الاستعمار الفرنسي وتوطين أنصاف الرحل بالسباسب التونسية: شراحيل 1905-1925، ثم ناقش عام 1975 أطروحة دكتوراه حلقة ثالثة بنفس الكلية