قال الروائي التونسي كمال العيادي إنه ليس مجرّد حكّاء يصف الواقع فحسب, وإنما يختلق شخوصه من العدم, ويبعثها في فضاء زمني ومكاني حقيقي.
بورتريهات حومة علي باي، رحلة حكّاء يتجول في أزقة القيروان وانهجها ويجوب شوارع القاهرة وميونخ وروسيا وفضاءاتها الصاخبة ليعرض حكاياته المدهشة بأسلوب ساخر ولغة حيّة آسرة، يتحرّر فيها السارد من كلّ التابوهات والعقد ويضعنا برهافة حسّ وجها لوجه أمام ألواح الواقع كما هي، ب"لحمتها الحية"، بحركتها وأصواتها وروائحها وألوانها وأبوابها وأشكالها. يسرد لنا العيادي في كلّ قصّة من هذا الكتاب سيرة الكائن المثقل بقضايا الهوية والمجتمع المتحوّل والسياسة البائسة والمهمّشين المنسيين. يسرد حكايات العشق واعترافاته وعذاباته وصرخاته في القيروان، في "حومة علي باي" التي منها تضخّ الذاكرة كلّ أوجاعها وأحلامها وعقدها وحماقاتها، فتفيض على الحدود وتنتشر عدواها من مكان إلى مكان. إنها رحلة الرجل المهاجر ضدّ النسيان، رحلة للﻷحياء والأموات، للرئيس والغفير، تضحك وتُبكي لتكشف الطبائع وتعرّي الأسرار
محمد عيسى المؤدب
كمال العيادي ولد في 17 أبريل 1960، وهو مهندس وسياسي تونسي. حصل على شهادة الهندسة من المدرسة الوطنية للمهندسين في تونس، بالإضافة إلى شهادة دراسات عليا في القانون وشهادة في اللغة الإنجليزية من جامعة كامبريدج.
كمال العيادي كان أمينًا عامًا ثم رئيسًا لعمادة المهندسين التونسيين. وكان أيضًا نائب رئيسًا ثم رئيسًا للاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية، ورئيسًا للهيئة الوطنية للاتصالات وعضوًا في اتحاد المهندسين الأمريكيين. وهو مؤسس ورئيس العديد من المؤسسات التي تعمل في مجالات التنمية الإقليمية والحوكمة ومكافحة الفساد والعلوم والتكنولوجيا، مثل مركز التفكير الاستراتيجي للتنمية الإقليمية والمركز الدولي لمكافحة الفساد والمعهد العالمي للأخلاق والقيادة.
من الناحية السياسية، تم تعيين كمال العيادي في 10 نوفمبر 2004 في منصب كاتب دولة لدى وزيرة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية في حكومة محمد الغنوشي الأولى حتى 13 مارس 2005. وفي 6 نوفمبر 2006، تم تعيينه من قبل الرئيس زين العابدين بن علي كعضو في مجلس المستشارين لتعويض الميداني بن صالح الذي توفي وقتها، وشغل هذا المنصب حتى 23 مارس 2011، تاريخ حل المجلس بسبب الثورة التونسية.
عند تأسيس حزب نداء تونس، انضم كمال العيادي إلى المجلس التنفيذي، ولكن الحزب رفض ترشيحه كرئيس للقائمة في الانتخابات التشريعية التونسية لعام 2014. وقد ترشح عن الاتحاد من أجل تونس في دائرة جندوبة الانتخابية، ولكن حصلت قائمته على نسبة 1.86% من الأصوات في هذه الدائرة. في 12 يناير 2016، تم تعيينه وزيرًا للوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد في حكومة الحبيب الصيد، وشغل هذا المنصب حتى 27 أغسطس من نفس السنة. وفي 20 أكتوبر 2016، تم تعيينه من قبل الرئيس الباجي قائد السبسي كرئيس للهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية برتبة وزير.
وقد حصل كمال العيادي على عدة جوائز وتشريفات، بما في ذلك جائزة جورج واشنطن الدولية من اتحاد المهندسين الأمريكيين عام 2011، وميدالية الاستحقاق من الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية عام 2018.
