مثلما صرت عازف عود من دون نية مسبقة ، صرت كاتبا . ثمة محطات في الحياة تصبح أجمل حين نصلها من غير تخطيط مسبق . في بادئ الأمر نتعجب مما يجري ، كمن وجد نفسه في مكان غريب عنه ، ثم حين يتذكر أنه كان يمارس المشي ، وجاءت به قدماه إليه ; فشعر أن هذا مكانه ، استوطنه
مثلما صرت عازف عود من دون نية مسبقة ، صرت كاتبا . ثمة محطات في الحياة تصبح أجمل حين نصلها من غير تخطيط مسبق . في بادئ الأمر نتعجب مما يجري ، كمن وجد نفسه في مكان غريب عنه ، ثم حين يتذكر أنه كان يمارس المشي ، وجاءت به قدماه إليه ; فشعر أن هذا مكانه ، استوطنه . نعم ، لقد صارت لي الكتابة وطنا موازيا ، إن توقفت من بنائه سيموت ; فأموت ، الكتابة وطن لن يكتمل رغم كل البيوت التي بنيناها على أرض الورق . إن كتبت عن شجرة ، فإني أشير إلى بلدي ، وإن كتبت على السماء فإني أقصد روحي ، وإن كتبت عن البيت ، والطريق ، والناس ، والبحار ، والأنهار ، وحتى عن الذي لم يأت بعد ; فإني أكتب عني .
جلال برجس الغليلات هو شاعر وروائي أردني بارز، وُلد في قرية حنينا في محافظة مادبا في الأردن يوم 3 يونيو 1970. تلقى تعليمه الأولي في مدارس مادبا، ثم التحق بدراسة هندسة الطيران الحربي. عمل في سلاح الجو الملكي الأردني لعدة سنوات قبل أن يستقيل في عام 2007.
بعد مغادرته للخدمة العسكرية، قرر جلال برجس الانتقال إلى مجال الصحافة الأردنية. عمل كمحرر في صحيفة الأنباط، وقد أظهر مهاراته في الكتابة والتحقيق الصحفي. كما عمل أيضًا مراسلاً لصحيفة الدستور، حيث قام بتغطية الأحداث السياسية والثقافية المحلية والإقليمية.
لاحظ الجميع موهبته في الكتابة وقدرته على تجسيد العواطف والأفكار بأسلوب راقٍ ومميز. تميزت أعماله الأدبية بالغزارة اللغوية والتعبير الشاعري العميق، وهذا ما جعله يكتسب شهرة واسعة في الأوساط الأدبية الأردنية والعربية.
بجانب عمله في الصحافة، عمل جلال برجس في عدة شركات للطيران المدني، حيث تمكن من دمج شغفه بالطيران مع حياته المهنية الجديدة. وبالإضافة إلى ذلك، تم تعيينه في المركز الأردني للتصميم والتطوير، حيث كان له دور فعال في تطوير التقنيات الجوية والابتكارات في مجال الطيران.
تبدأ مسيرة جلال برجس في الأدب في أواخر التسعينات، حيث بدأ نشر أعماله الأدبية في الدوريات والملاحق الثقافية الأردنية والعربية. قدم قصائده وقصصه القصيرة وحصل على استحسان واهتمام كبير من قبل القراء والنقاد على حد سواء.
في عام 2005، نشر جلال برجس روايته الأولى "وقصة حب تنتظر السيف" والتي حققت نجاحًا كبيرًا وترجمت إلى عدة لغات. تدور الرواية حول قصة حب مستحيلة بين شخصين من خلفيات ثقافية مختلفة، وتناقش قضايا الهوية والحب والصراعات الاجتماعية.
في السنوات التالية، نشر جلال برجس مجموعة من الروايات والمجموعات القصصية التي حازت على إشادة واسعة. من بين أعماله الأخرى "أوراق الخريف" و"مدينة الشتاء" و"ذاكرة العناق" و"الراقصة والعاشق" وغيرها. تتنوع مواضيع أعماله بين الحب والحرية والهجرة والحرب والهوية.
تعتبر الأعمال الأدبية لجلال برجس إسهامًا قيمًا في الأدب العربي المعاصر، حيث تجسد تجربة الإنسان العربي المعاصر وتتناول القضايا الاجتماعية والثقافية بطريقة فنية مبتكرة. تتميز أسلوبه الأدبي بالغنى والتعبير الشاعري الجميل، مما يجعل قراءته لأعماله تجربة مثيرة وممتعة.
بجانب كتابته، يعمل جلال برجس أيضًا كمحاضر وناقد أدبي، حيث يشارك خبراته ومعرفته في ورش الكتابة والمؤتمرات الأدبية. تعتبر مساهماته في مجال النقد الأدبي ذات قيمة كبيرة، حيث يقدم تحليلًا عميقًا وفهمًا نقديًا للأعمال الأدبية المعاصرة.
باختصار، جلال برجس الغليلات هو شاعر وروائي أردني معروف بأسلوبه الأدبي المميز وقدرته على تجسيد العواطف والأفكار بشكل راقٍ. من خلال أعماله، يسلط الضوء على قضايا الهوية والحرية والحب والصراعات الاجتماعية، ويسهم في إثراء الأدب العربي المعاصر.
