يا لهذا السخف الآدمي الذي يعالجه مسرحنا الآن..... نقابات تبحث لها عند السلطة عن نهود، كي تنعم ببعض فضلات السوق الثقافي أعمال مسرحية تلهث وراء الحدث كي تقتات من التباس الواقع باسم المحاكاة! بيانات تصب غضبها على الإرهاب، كما لو أنه مكتوب بمداد سياسي يبحث له عن موقع إزاء كروموزوم السلطة ممثلون صبوا جام سخطهم نتيجة جشع المنتجين في الحانات ومقاهي اللفوا أفضية تتداعى جدرانها أمام هول الفراغ وقصور العناكب، بصحبة مسرحيين ينتظرون فواتير الكهرباء ويخطون مشروعاتهم على ورق أصفر! نصوص يرددها حيوان آدمي على خشبة محفوفة بغير المسامير
الصدئة
أما الجمهور، فهو يصفق سخرية الآن أمام هذا المسرح: صار يكفي تفاهة تلك المسكنات التي كنا نبيعها له، إنَّه الآن أشد قدرة على فهم تركيبة الواقع من أي فنان آخر؛ فهو الذي يتصادم مباشرة مع الحياة وغوائلها، فصار المسرح عينا له
لا شك أن هذا النص يعبر عن استياء وانتقاد للواقع الثقافي والمسرحي في المجتمع. فهو ينتقد السلطة والنقابات الثقافية التي تسعى إلى الحصول على تمويل من السوق الثقافي بأي وسيلة ممكنة، بما في ذلك اللجوء إلى تحريف الحقائق والتلاعب بالمفاهيم الثقافية الأصيلة كما ينتقد النص أيضًا المسرحيين الذين يسعون إلى الاستفادة المادية على حساب الفن والإبداع، والتلاعب بالمفاهيم الثقافية في سبيل تحقيق مكاسب شخصية. يعتبر النص أن هذا السلوك يؤدي إلى تقليل الجودة الفنية للأعمال المسرحية، ويتسبب في تدهور مستوى الفن المسرحي في المجتمع. ومع ذلك، يحمل النص أيضًا أملاً في الجمهور وقدرته على فهم التركيبة الحقيقية للواقع، ويعتبر المسرح وسيلة للتصدي للمشاكل الاجتماعية والثقافية، وتوضيح الحقائق بطريقة مثيرة وجذابة
- دار النشر
- Mayara Editions - ميارة للنشر و التوزيع
- المؤلف
- حاتم التليلي
- سنة النشر
- تونس 2017
- القياس
- 21 x 13.5 cm
- الطبعة
- الطبعة الاولى